رياضة جماهير الترجي تبحث عن مؤشرات الاطمئنان..و"بصمات كرول" تهدد مسار دي مورايس
عاد عداد نقاط الترجي الرياضي الى الاشتغال بالشاكلة التي يرتضيها أنصار الفريق منذ فترة اثر زوال معالم الشك الذي طارد المجموعة طويلا في مرحلة الذهاب.. والأن، بعد مضيّ ثلاث جولات فحسب ايابا توزّعت الأوراق بشكل جديد في سباق الصدارة مما جعل الترجي قريبا أكثر من أي وقت مضى من المراهنة على بلوغ "البوديوم".
في الأثناء، فان الملحوظة البارزة في كواليس النادي هو وجود حالة من التركيز التام قصد مواصلة المشوار على أفضل شاكلة وعدم الاغترار لمجرّد ثلاثة انتصارات لأن كل جولة باتت تأتي بمعطيات جديدة وهناك "منافسون أشدّاء" يغريهم بدورهم اعتلاء مركز الصدارة.
صحيح أن الترجي لا يتحكم راهنا في مصيره نحو اللقب لأنه يوجد في موضع الملاحق عكس ما اعتاد به في السنوات الفارطة، غير أن مواصلة ترصّد عثرات والافريقي و"ليتوال" وكذلك النادي الصفاقسي بدرجة أقل سيكون سلاح زملاء العكايشي للعودة من بعيد خصوصا أن المجموعة استعادت -مقارنة بالذهاب- أهم خاصيّة في الفريق وهي جني الانتصارات بدهاء كروي وان غاب عنها الاقناع.
من جهة أخرى لاحظ الكثيرون تحرّرا في مردود بعض العناصر بمجرّد خروج خالد بن يحيى على غرار نجانغ والعكايشي والدربالي والمحيرصي، وهذا ما يثبت أن الرجّة المعنوية التي بحثت عنها هيئة حمدي المدب باتت تتجسّد حقيقيا، ولكنها تتطلب المواصلة بنفس النسق تعويضا لذهاب كان سيّئا الى أبعد حدّ.
الضغط والرصيد البشري
في جانب مغاير للنتائج المحققة، يجزم الكثيرون أن المحك الحقيقي لمحصول النقاط سيتم برهنته لاحقا سواء بالسلب أو بالايجاب انطلاقا من مواجهة اليوم ضد النادي البنزرتي وهي مباراة فخّ ضد منافس غالبا ما خلق مصاعب جمّة للترجي على قواعده مما يتطلّب الحيطة وعدم الاغترار كثيرا بما حصده الفريق سابقا.
نقطة أخرى مهمة وستتمثل في معرفة ثراء الرصيد البشري ومدى وجاهة اختيارات الهيئة في الرصيد البشري لأن النسق المتواتر بثلاث مواجهات في الأسبوع سيكشف مدى ثراء الاختيارات الموضوعة أمام الاطار الفني من عدمها حتى يكون الحكم منطقيا ومبنيا على قرائن ثابتة..خاصة أن التعزيزات الحاصلة شتاء لم توح بالكثير بين أقدام ايديوك وكروز والبجاوي وغراب على الأقل في الظرف الراهن.
بصمات دي مورايس
يتذكر الجميع حجم الهالة التي رافقت استقدام الهولندي رود كرول لتدريب الترجي منذ سنة تقريبا، وبمجرد تحقيق بضعة انتصارات، طفق البعض من "جبهة النصرة" يكيلون المدح لخصال الهولندي ولاختيار الهيئة بالحديث عن بصمات كرول ولمساته الساحرة..قبل انكشاف الحقيقة ساعة الحساب في دوري مجموعات رابطة الأبطال.
هذه المؤشرات والتي أضرت كثيرا بالترجي الذي لم يكتشف مسؤولوه حجم الأخطاء الا في الوقت البديل، أخطاء باتت تتكرّر راهنا مع النزوع الى الثناء على دي مورايس والحديث عن نقلة نوعيّة خلقها ..والحال أنه قد لا يكون حفظ عن ظهر قلب أسماء لاعبيه وهو الذي لم يمض على قدومه الى "الحديقة ب" سوى ثلاثة أسابيع.
المطلوب في الوقت الراهن هو الحذر من الموجات الايجابية المبالغ فيها، وعدم الاغترار بما حصل، ونظن أن الترجي المليء بخبراء اللعبة من الذين يدركون ثقل هذا العامل ولم يتسنّ لهم الحكم بصفة باتة على حجم العمل المنجز والذي سينتظر النهايات لتقييم الحسابات.
طارق العصادي